المتأمل في حال أمتنا يجد أمة الاسلام أمة العزة والإباء بين شعب محاصر و آخر جريح , مسلوب الإرادة منهك القوى, فأينما وجهت بصرك ينقلب إليك بصرك خاسئاً وهو حسير، حيث عدنا ضعفاء بعد قوة أذلاء بعد عزة متفرقين بعد وحدة وعاد الأمر غريبا كما بدأ غريبا، فمن ثم يحارب أبناء أمتنا بيد بعض أبنائها الآخرين بعد أن كانوا يحاربون بيد أعدائهم ، وأصبحت نصرة الأمة تائهةُ ضائعةُ بين جهل الأبناء وعجز العلماء وتسلط الأمراء وكيد الأعداء، فأصبحنا كالأيتام على موائد اللئام ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لوأن للدهر عيناُ منهم دمعت أو أن للصخر قلباً نابضاً لبكى
فغزةٌ الأبية تستغيث ولا مغيث وتستصرخ ولا مجيب , و لكن هيهات هيهات أن تستكين هذه القلوب المحترقة و المتعطشة إلى الشهادة الحريصة على الموت, كحرص العدو الصهيوني على الحياة , فالأمة الاسلامية أمة عزيزة كريمة، تأبى الضيم طبعا، ولا تستنيم للخسف خلقا ودينا
لا تُهيء كفني ما مت بعد لم يزل في أضلُعي برقٌ و رعدٌ
أنا تاريخي ألا تعرفُهُ خالدٌ ينِبضُ في قلبي و سعدُ
وليت بيننا نخوةََ معتصمٍ، حيثُ فتحت عَمورية بسبب إمرأةًَ استصرخت المعتصم،
رُبَّ وا معتصماهُ إنطلقت ......... ملء أفواه الصبايا اليُتَّمِ
لامست أسماعهم لكنها ......... لم تلامس نخوة المعتصمِ
وإذا كان النصر له أسبابه، فالهزيمة والمذلة لها أسبابها، ورحم الله زمان هارون الرشيد حينما أبى نقفور ملك الروم أن يدفع الجزية عن يدٍ وهو صاغر وأرسل كتابا إلى هارون يقول له أد لنا أموالنا التى أخذتها وإلا حاربناك حرباً ضروساً، وهنا إنتفض هارون الرشيد آخذاً هذا الكتاب كاتباً على ظهره " من أمير المؤمنين هارون الرشيد إلى نقفور كلب الروم، الأمر ما ترى لا ما تسمع سأرسل لك جيشاً أوله عندك وآخره عندي، فرحم الله هذا الزمان زمن العزة والإباء.
ولكن نصر الله قادم لا محالة فهو سنةٌ ربانية، قال الله تعالى " حتى إذا استيئس الرسلُ وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا فنجى من نشاء ولا يرد بأسنا عن القوم المجرمين " ، ومن ثم فالنصر ليس رخيصاً، فلا بد من الابتلاءات والشدائد، ومن ثم يجئ النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التى بتعلق بها الناس، ويجئ النصر من عند الله ويحل بأس الله بالمجرمين مدمراً لاحقاً، ولدينا سلوان من السنة بقول النبى صلى الله عليه وسلم
بشارةٌ نبوية
رغم الحصار الغاشم والمجزرة الوحشية التى ترمل فيها النساء وييتم فيها الأطفال ويباد فيها الرجال، ويكبل فيها ضمائر الأمة المستيقظة وتتجبر الغطرسة الصهيونية، نوقنُ بأن النصر قادم لا محالة وأن المعركة القادمة بيننا وبين اليهود عاجلةٌ وإن بدت للعيان أنها آجلة، يومها حتما ستكون الغلبة لله و رسوله و للمؤمنين ، وهذا موعود رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال فى الحديث الذى رواه البخارى ومسلم من حديث عبد الله بن عمر " تقاتلون اليهود فتسلطون عليهم حتى يختبئ أحدهم وراء الحجر، فيقول الحجر يا عبد الله هذا يهودي ورائى فاقتله " وفى رواية فى صحيح مسلم " فيقول الحجر أو الشجر يا مسلم! يا عبد الله ! هذا يهودى فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود " .
و من حديث ثوبان رضى الله عنه قال رسول صلى الله عليه وسلم " لا تزال طائفةٌ من أمتى ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى ياتىَ أمر الله و هم كذلك " رواه مسلم والترمذى وبن ماجه.
"وختاماً من آلآمنا تبزُغُ آمالُنا والرجال تصنعهم المحن
من للأمةِ غيرُ أبنائها أيُدافعُ عن الإسلام غيرُ رجالها"