هذه معلومة إسرائيلية لا نستطيع أن نقطع بصحتها، لكننا لا نستطيع أن نتجاهلها:
ـ في حديث للإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية تم بثه صباح الأحد الماضي (28/12) قال يحئيل زيسمان المعلق الإسرائيلي المعروف: إنه كان من الواضح أن إسرائيل ما كان لها أن تقدم على عمليتها الكبيرة ضد غزة لولا أنها حصلت على ضوء أخضر من بعض الدول العربية، وتحديدا من مصر. وفي تحليله للموقف العربي قال زيسمان: إن التصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط يوم السبت تمثل أوضح صور لحال القبول العربي بالعملية. ذلك أنه حين قال في تصريح صحافي معلن: إن مصر حذرت حماس ، وإن من لا يستمع إلى تحذيرها فلا يلومن إلا نفسه. وهو مؤشر واضح على قبول القاهرة بما حدث لغزة. ودليل واضح الدلالة على صدور الضوء الأخضر من القيادة المصرية.
ـ في اليوم نفسه قالت كرميلا منشيه المراسلة العسكرية للإذاعة ذاتها: إن الاتصالات الشخصية التي أجراها كل من رئيس الوزراء ايهود اولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني مع المسؤولين العرب آتت أكلها في توفير الظروف المناسبة للشروع في العملية العسكرية التي لم ينفذ مثلها منذ عام 1967. وأكدت كرميلا على أن إسرائيل استغلت حقيقة موقف الأنظمة العربية الخانق للغاية على حركة حماس من أجل توفير غطاء عربي لعمليتها الواسعة، معتبرة أن الصمت الرسمي العربي هو دعوة صريحة لمواصلة العمل ضد حماس في القطاع.
ـ يوم الاثنين 29/12 نشر موقع صحيفة «هاآرتس» على الانترنت تقريرا لمراسلها زفاي باريل تحت عنوان يقول: دول عربية رئيسية مهتمة بإضعاف «حماس»، وفيه ذكر أن إغلاق مصر لمعبر رفح لإحكام الحصار الإسرائيلي المضروب على غزة أصبح أحد محاور السياسة المصرية وأن من يتابع البيانات الرسمية العربية وهتافات المتظاهرين في العديد من العواصم العربية يخيل إليه أن الذي شن الحرب ضد غزة هو مصر وليس إسرائيل. أضاف المراسل أن مصر والسعودية اللتين تعتبران حماس حليفا لطهران تفضلان التريث لبعض الوقت أملا في أن تنهي إسرائيل سيطرة حماس على القطاع، ولذلك فإن القمة العربية المنتظرة لن تنجح في التوصل إلى شيء إيجابي طالما بقيت الدولتان الكبيرتان.
ـ ذكر عاموس هارئيل المراسل العسكري لصحيفة «هاآرتس» في تحليل نشره في عدد الأحد (28/12) أن إسرائيل انطلقت في بداية هجومها العسكري على غزة من الفكرة ذاتها التي انطلقت منها الولايات المتحدة في غزوها للعراق وأفغانستان التي تمثلت في حملة «الصدمة والرعب» وهي التي تنبني على استخدام قوة تدميرية هائلة جداً، على أمل أن تترك تأثيراً صاعقاً لدى «العدو».
وشدد هارئيل على أنه تبين من خلال ردة فعل حماس ومن الخطاب المتحدي الذي ألقاه رئيس وزراء حكومة غزة إسماعيل هنية، أن مبدأ الصدمة لم يحقق الهدف المرجو منه.
ـ عوفر شليح المعلق العسكري لصحيفة «معاريف» كتب في عددها الصادر في 29/12 قائلا: إن قيام وزير الحرب إيهود باراك باشتراط وقف إطلاق الصواريخ لإنهاء الحملة على غزة يمثل مقامرة. وذكر أن إسرائيل سبق لها أن اشترطت إعادة جندييها المخطوفين في لبنان والقضاء على بنية حزب الله التحتية كشرط لإنهاء عملياتها في مطلع حرب عام 2006، لكن الحرب انتهت دون تحقيق تلك الأهداف.
ـ شكك رون بن يشاي كبير المعلقين العسكريين في صحيفة «يديعوت احرونوت» (27/12) في جدية تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين الذين يؤكدون أن هدف إسرائيل هو إسقاط حكم حركة حماس، وأشار إلى أن هناك مخاوف من أن يؤدي إسقاط حكم الحركة إلى تولي الجناح الأكثر تشددا فيها مقاليد الأمور في القطاع، لافتا إلى ما حدث في حرب لبنان الأولى عندما قامت إسرائيل بطرد قوات منظمة التحرير من لبنان فقد فوجئت بصعود نجم «حزب الله» الذي تبين أنه أكثر خطورة من منظمة التحرير، وأضاف أن تجربة الأميركيين في العراق وأفغانستان تدلل على أن إزاحة نظام موجود بقوة محتل من الخارج لا تؤدي بالضرورة إلى أن يحل مكانه نظام أكثر اعتدالا.
ما رأي جماعتنا في هذا الكلام؟!!