فضل الأيام الأيام العشر من ذي الحجة
أن الحمد لله نحمده ونستعين به ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين أما بعد
أقسم الله بالفجر واليال العشر
. فقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا زَيْد بْن الْحُبَاب حَدَّثَنَا
عَيَّاش بْن عُقْبَة حَدَّثَنِي خَيْر بْن نُعَيْم عَنْ أَبِي الزُّبَيْر
عَنْ جَابِر عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "
إِنَّ الْعَشْر عَشْر الْأَضْحَى وَالْوَتْر يَوْم عَرَفَة وَالشَّفْع
يَوْم النَّحْر "
وان صيام عشرة من ذي الحجة وصيام يوم عرفة فله أيضاً مزية فإن النبي صلى
الله عليه وسلم قال ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه
الأيام العشرة يعني عشرة من ذي الحجة قالوا ولا الجهاد في سبيل الله قال
ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء
وأما صوم يوم عرفة فقال احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها والسنة
التي بعدها ولكن ليعلم أن صوم يوم عرفة لا يسن للحاج
ومما يدل على فضلها تخصيص الله لها بالذكر، حيث قال عزّ وجل: (ويذكروا اسم
الله في أيام معلومات) [سورة الحج: 28]، والأيام المعلومات هي أيام العشر
الأول من ذي الحجة، وأيام هذه العشر أفضل من لياليها، عكس ليالي العشر
الأواخر من رمضان فإنها أفضل من أيامها، ولهذا ينبغي أن يُجتهد في نهار
تلك الأيام أكثر من الاجتهاد في لياليها.
فعلى المسلم أن يعمر هذه الأيام وتلك الليالي بالأعمال الصالحة والأذكار
النافعة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون، وليتسابق المفلحون، وليتبارَ
العاملون، وليجتهد المقصِّرون، وليجدَّ الجادّون، وليُشمِّر المشمِّرون؛
حيث تُضاعف فيها الحسنات، وتُرفع الدرجات، وتتنزّل الرحمات، ويُتَعرّض
فيها إلى النفحات، وتُجاب فيها الدعوات، وتُغْتفر فيها الزلاّت، وتُكفّر
فيها السيئات، ويُحصّل فيها من فات وما فات.
بجانب المحافظة والمواظبة على الصلوات المفروضة، على المرء أن يجتهد
ويُكثر من التقرُّب إلى الله بجميع فضائل الأعمال فإنها مضاعفة ومباركة في
هذه الأيام، سيما:
[1] الصيام: فقد روى أصحاب السنن والمسانيد عن حفصة رضي الله عنها أنّ
النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدَعُ صيام عاشوراء والعشر وثلاثة أيام
من كل شهر .
وكان أكثر السلف يصومون العشر، منهم: عبد الله بن عمر، والحسن البصري،
وابن سيرين، وقتادة، ولهذا استحب صومها كثير من العلماء، لا سيما يوم عرفة
الذي يكفِّر صيامه السنة الماضية والقادمة.
[2] التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على الرسول صلى الله عليه
وسلم، فعن ابن عمر رضي الله عنهما يرفعه: (ما من أيام أعظم ولا أحب إلى
الله العمل فيهنّ من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير
والتحميد) [رواه أحمد].
[3] الإكثار من تلاوة القرآن.
[4] المحافظة على السنن الرواتب.
[5] الاجتهاد في لياليها الصلاة والذكر، وكان سعيد بن جبير راوي الحديث
السابق عن ابن عباس إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه،
وكان يقول: "لا تطفئوا سُرُجكم ليالي العشر".
[6] الصدقة وصلة الرحم.
[7] استحب قوم لمن عليه قضاء من رمضان أن يقضيه فيهن لمضاعفة الأجر فيها،
وهذا مذهب عمر، وذهب عليٌّ إلى أنّ القضاء فيها يفوِّت فضل صيام التطوُّع.
[8] الجهاد والمرابطة في سبيل الله.
[9] نشر العلم الشرعي.
[10] بيان فضل هذه الأيام وتعريف الناس بذلك.
[11] تعجيل التوبة.
[12] الإكثار من الاستغفار.
[13] ردُّ المظالم إلى أهلها.
[14] حفظ الجوارح، سيما السمع والبصر واللسان.
[15] الدعاء بخيريِ الدنيا والآخرة، لك ولإخوانك المسلمين، الأحياء منهم والميتين.
[16] فمن عجز عن ذلك كله فليكفَّ أذاه عن الآخرين؛ ففي ذلك أجر عظيم.
وبأي عملٍ آخر يحبه الله ورسوله، فأعمال الخير لا تُحصى كثرةً، والسعيد من
وفِّق لذلك، وكلٌّ ميسّرٌ لما خُلِق له، والمحروم من حُرِم هذه الأجور
العظيمة، والمضاعفات الكبيرة في هذه الأيام المعلومة التي نطق بفضلها
القرآن، ونادى بصيامها وإعمارها بالطاعات رسول الإسلام، وتسابق فيها السلف
الصالح والخلف الفالح، فما لا يُدرك جُلُّه لا يُترك كلُّه، فإنْ فاتك
الحج والاعتمار فلا يفُتْكَ الصوم والقيام وكثرة الذكر والاستغفار. وإن
فاتك بعض هذه الأيام فعليك أن تستدرك ما بقي منها، وأن تعوِّض ما سلف.
وعليك أخي الحبيب أن تحثَّ أهل بيتك وأقاربك ومن يليك على ذلك، وأن
تنبِّههم وتذكِّرهم وتشجِّعهم على تعمير هذه الأيام، وإحياء هذه الليالي
العظام، بالصيام والقيام، وقراءة القرآن، وبالذكر والصدقة، وبحفظ الجوارح
والإمساك عن المعاصي والآثام؛ فالداعي إلى الخير كفاعله، ورُبَّ مبلَّغٍ
أوعى من سامع، ولا يكتمل إيمان المرء حتى يحبَّ لإخوانه المسلمين ما يحبُّ
لنفسه، فإنّ الذكرى تنفع المؤمنين، وتفيد المسلمين، وتذكِّر الغافلين،
وتُعين الذاكرين، والدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامّتهم،
والمسلمون يدٌ على من سواهم، ويسعى بذمتهم أدناهم.
نسأل الله أن ييسّرنا لليسرى، وأن ينفعنا بالذكرى، وأن يجعلنا ممن يستمعون
القول فيتّبعون أحسنه، وصلى الله وسلم وبارك على خير المرسلين وحبيب ربِّ
العالمين، محمد بن عبد الله المبعوث رحمةً للعالمين
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
1. في أول يوم من ذي الحجة غفر الله فيه لآدم , و من صام هذا اليوم غفر الله له كل ذنب.
2. و في اليوم الثاني استجاب الله لسيدنا يوسف و من صام هذا اليوم كمن عبد الله سنة و لم يعص الله طرفة عين.
3. و في اليوم الثالث استجاب الله دعاء زكريا و من صام هذا اليوم استجاب الله دعائه.
4. و في اليوم الرابع ولد سيدنا عيسى عليه السلام و من صام هذا اليوم نفى
الله عنه البأس و الفقر و في يوم القيامة يحشر مع السفرة الكرام.
5. و في اليوم الخامس ولد موسى عليه السلام و من صام هذا اليوم برء من النفاق و عذاب القبر.
6. و في اليوم السادس فتح الله لسيدنا محمد بالخير و من صامه ينظر الله إليه بالرحمة و لا يعذبه أبدا.
7. و في اليوم السابع تغلق فيه أبواب جهنم و من صامه أغلق الله له ثلاثون بابا من العسر و فتح الله ثلاثون بابا من الخير.
8. و في اليوم الثامن المسمى بيوم الترويةمن صامه أعطى الله له من الأجر مالايعلمه إلا الله.
9. و في اليوم التاسع وهو يوم عرفه و من صامه يغفر له الله سنة من قبل و سنة من بعد.
10. و في اليوم العاشر يكون عيد الأضحى و فيه من قرب قربانا و ذبح ذبيحة
ففي أول قطرة من دماء الذبيحة يغفر الله ذنوبه و ذنوب أولاده. و من أطعم
فيه مؤمنا و تصدق بصدقة بعثه الله يوم القيامة آمناً و يكون ميزانه أثقل
من جبل أحد.
صدقت يا رسول الله..
فلا تضيعوا هذه الأيام المباركة بدون التقرب لله تعالى بالعمل الصالح
كالصوم و الصلاة على وقتها و الزكاة و صلة الرحم و الكلمة الطيبة.
وللمعلومية فان بداية ذو الحجة حسب تقويم ام القري يوم الثلاثاء الموافق
11/12/2007م ولكن يجب عليكم متابعة دار الفتوي والشؤن الاسلامية بالبلاد
التي انتم فيها
جعل الله حسنات وبركات هذة الايام للوالدين وللموات والاحياء من المسلمين والمؤمنين